الخميس، 19 يونيو 2008

فصول الكتابة

.. فصول الكتابة ..،
لا تخبروني .. كيف أكذب ..
فمنذُ أن رأيَتُ الزهر ينبت في الخريف..أدركتُ الكذب ..
منذُ أن رأيَتُ قوس قزح في الصيف .. أدركتُ الكذب ..
تُّرى كيف الكذب في الشتاء !
أن تري مجنون يرقص تحت المطر ..أو سنفونية دفء تعزف تحت السحاب !
رُبما .. الكذب في الشتاء .. كوني أري المطر .. أو أحسٌ بوجوده يدغدغ جسدي دون أن أضحك ..
الكذب في الشتاء .. أن تقول ..:: أنا بردان ::..
تُري وكيف الكذب في الربيع !
أن تري فراشة علي وردة .. وجناحها يطفو عسلاً لوردة أخـري ..
وهل هذا كذب !
رُبما العسل .. هو الذي يكذب ..
العام الواحد .. أربع فصول للكتابة .. وأربع فصول للكذب ..
ولكن هُناك فصل أخر في روايتي .. أني أشعرُ بالبرد في الصيف .. والدفء في الشتاء..
أن أسقط في الربيع .. وأنبت في الخريف.. هذا الوجه الأول لكاتب ينتابه التفائل..!
سُحر الحكايا .. يُري في الكتابة المتقنة ..
والإتقان في الكتابة .. لا يعني ناجحها أمام كُل قارئ..
أذواق القُرأ .. لا تهمني أحياناً..بِقدر سماع الهمهمة التي تصدرها أنفاسهم الساخنة لصدي هذه الكلمات داخلهم !
يكذبون برأيهم .. ومَن يكذب بنظري .. هو من زرعتُ بداخلهُ روحي..!
جميعُ الكُتاب .. لا يكذبون .. عدا أضعفهم فهم للذاكرة !
يحلمون .. بالمدينة الفاضلة .. والقلم الحلزوني ..
ليكتبوا بطريقة غريبة وجديدة ... هو الرونق بحد ذاته .. كيف يتجرأ الكاتب علي كتابة شيء مخالف للعادة !
كلاسيكية القلم .. ساذجة بمعناها.. ولكن رونقها يأخذك من الماضي للحاضر!
أم الكاتب المنافي للكلاسيكية .. يأخذك من الحاضرُك لماضيك..!
لو كانت فصول العام .. ستت فصول .!
ما الطابع البريدي الذي سنضعهُ علي الرسائل الكتابية التي سنرسلها لكم يا أحبائي !
قطعة ثلج في الشتاء .. ورقة شجر في الخريف .. فراشة في الربيع ..
موجة في الصيف .. قلم في مهجر .. ووسادة في حضن أمي ..
الفصول الجديدة .. بعنوان .. مهجر .. حضن أمي ..
وهناك فصول أخري للكتابة !
هي أنتم ..لو كنتم تعقلون .. أن داخلكم بقعة زيت تحتاج إلي أن تتخثر إلي أن تختفي في ماءِ عيونكم!
وتصبح حِبر يكتب ..!
هذه نقطة الإبداع التي تطفوا فوقَ ماء أيامكم ..
إما أن تطفوا أكثر وأكثر.. وتسقط في القبر ..
أو أن تدفع إلي الأسفل .. وتصبح حِبر ... لوجعكم !
فصول الكتابة .. هي فصول مختفية داخلكم ..لو كنتم تدركون الفصول الأربعة
!

ليست هناك تعليقات: